أأمنتم من في السماء

 قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء)

قال الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم ما نصه قال القاضي عياض المالكي: (لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظائرهم ومقلديهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: (أأمنتم من في السماء) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم..قال القرطبي قلت وكذا (أأمنتم من في السماء) أي أأمنتم خالق من في السماءقال الإمام الجويني في كتابه (الشامل في أصول الدين) يجوز ان يريد الله بقوله من في السماء)، ملكا، مسلطا على عذاب مستوجب العذاب وقد حمله بعض المتأولين على جبريل فإنه الذي جعله الله قرى قوم لوط عاليها سافلها واقتلاعها من حيث أراد الله واحتملها على قادمة جناحه إلى أعناق السماء وهو المعني بقوله تعالى:( ذى قوة عند ذي العرش مكين)، وهو أي جبريل الموكل على القرون الخالية وقال أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري في كتابه الوسيط في تفسير الآية (لاستحالة أن يكون الله في مكان أو موصوفا بجهة. وأهل المعاني يقولون: من في السماء هو الملك الموكل بالعذاب وهو جبريل.... قال ابن عباس: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه. وقيل: تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته. ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحل القدس، ومعدن المطهرين قوله تعالى: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور قال ابن عباس: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه. وقيل: تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته. وخص السماء وإن عم ملكه تنبيها على أن الإله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الأرض. من الأصنام وقيل: هو إشارة إلى الملائكة. وقيل: إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحل القدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته ; كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان. ولا مكان له ولا زمان. وهو الآن على ما عليه كان.