إيواء الظالم وتحريض المرأة على زوجها

 من الذنوب الكبيرة عند الله إيواءُ الظالم لِمُناصَرته ليَحُول بين الظّالِم وبَين من يُريدُ أخذَ الحقّ منه، كأن يُخفيه حتى لا يتوصل الى أخذ الحق منه أو يعينه على الإختفاء او الهروب من أصحاب الحقوق سواء كان قاتلاً أو سارقاً أو ممتنعاً عن دفع الأموال لأصحابها وقَد وَرد في ذلك حديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وفيه: ( َلعنَ الله مَنْ ءاوى مُحْدِثًا )، أي مَنعَ الظالمَ مِمّن يُريد إستيفاءَ الحقّ منه والمُحدِثُ هنا معناه الجَاني الذي ظَلَم. وكذا يحرم إعانة المرأة على الهروب من بيت زوجها بغير حق وايوائها ولو لأقربائها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من خَبَبَ امرأة على زوجها أو عبدا على سيده). والتخبيب أن يُفسد على المرأة في عشرتها لزوجها كأن تُكرَّهَ بزوجها أويذكر لها المساوىء لتنفر منه بغير حق، وسواء كان من إمرأة  كصديقاتها أو قريباتها أو من رجل يريد لها الطلاق ليتزوجها  فينفرها من زوجها فهذا ملعون كما جاء في الحديث، وإذا كان النبيّ صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يخطِب الرجل على خطبة أخيه، فكيف بمن يريد تطليق إمرأة من زوجها ليتزوجها؟! فلا شك أن هذا الفعل من المحرمات، بل ومن وسواس و أفعال الشياطين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إنَّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه). فعلى من لجأ إليه ظالم ليتأوى عنده أن يأمره بأداء الحقوق ويعينه على طاعة الله لقوله تعالى: ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ).