العجب بطاعة الله

العجب بطاعة الله هو شُهودُ العبادةِ صادرةً منَ النفسِ غائبًا عنِ المنة، ومن الكبائر أن يشهدَ العبدُ عبادته ومحاسنَ أعمالهِ صادرةً من نفسه غائبًاً أي غافلاً عن تذكّرِ أنها نعمةٌ منَ الله عليه، أي أنّ الله هو الذي تفضَّلَ عليه بها فأقدرَهُ عليها وألهمَهُ أيها فيرى ذلك مزيةً لهُ. فالعُجبُ بطاعةِ الله معناه أن يُعجَبَ الإنسان بطاعاته بحيث إنه يرى تعظيمَ نفسهِ وينسى أن الله هو الذي قدّره على هذه الطاعات، غائبًا عن المِنّة أي ينسى نعمةَ الله عليه. قال الحافظ في الفتح: قال القرطبي إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال مع نسيان نعمة الله فإنَّ احتقر غيره مع ذلك فهو الكِبر المذموم. وأخرج البيهقي في شعبه:عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاثٌ مهلكات شحٌ مطاع وهوى متبع وإعجابُ المرءِ بنفسه". الحديث. والعُجبُ لا يُبطلُ الثوابَ إلا إذا كانَ مقارنًا للعمل، أما إذا حصل بعد الانتهاءِ من العمل فلا يحبط الثواب لكنه حرام .وحكي عن الإمام الشافعي أنه قال: إذا خِفتَ على عملكَ العُجبَ فاذكر رضى مَن تطلُب وفي أيّ النعيمِ ترغبُ ومن أيّ عقاب ترهبُ وأيّ عاقبة تشكر وأيّ بلاد تذكُر فإنك إذا فكرتَ في واحدةٍ من هذه الخِصال صغُرَ في عينكَ عملُكَ .وقد سأل بعض أئمة خراسان الشيخ شهاب الدين السهروردي فقال: القلبُ مع الأعمال يُداخله العُجبُ ومع تركِ الأعمال يُخلِد إلى البطالةِ فأجابه بقوله: لا تترك الأعمال وداوِ العُجبَ بأن تعلم أنّ ظهورهُ من النفس فاستغفر الله فإن ذلك كفارته ولا تدع العملَ رأسًا .ومما يعين العبد عل ترك العجب والبعد عنه استحضار معنى لاحول ولا قوة الا بالله ،جاء تفسيرها بالحديث لا حول ولا قوة إلا بالله أي لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله كما ورد ذلك في الحديث الصحيح، وذكرُ أن الخير يسوقه الله ويخلقه فينا وأن الشر يدفعه الله عنا، وروى عنه عليه السلام أنه كان يقول في صلاته "اللهمَّ لا يَصرفُ السوءَ إلا أنت ولا يأتي بالخير إلا أنت آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها" ، واعتقاد المسلم أن النِعَم فضل من الله محضٌ يوفق الله لها من يشاء. فمن وقع في معصية العجب وهي من معاصي القلب الكبائر التوبة الى الله والندم، وعليه بتهذيب النفس ومحاسبتها وابعادها عن حظ النفس وحب المدح وعليه بكثرة ذكر نعم الله عليه والشكر والتفويض لله عز وجل وعدم الغفلة أن المُنعم هو الله تعالى وأنّ الله يرفع من يشاء ويذل من يشاء، وأنَّ الله يُحبُ لعبده التواضع والإنكسار وكثرة الدعاء الى الله يوفقك ويعينك على الشكر وحسن العبادة فالأمر الى الله تعالى قال تعالى:( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ).والله تعالى أعلم واحكم.