سبق المأموم للإمام في الصلاة

من كبائر الذنوب تقدّم المأموم على الإمام بركن فعلي كالركوع والسجود ومعنى السبق بركن فعلي أن يكون الإمام في القيام فيسبقه المأموم فيركع ثم يرفع رأسه فهذا حرامٌ من الكبائر لأنه ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما يَخشى الذي الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحول الله صورته صورة حمار" رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن والبيهقي وغيرهم. والمعنى أن هذا الذي يركع والإمام في القيام ثم يرفع رأسه والإمام بعد قائمٌ يستحق أن يحول الله رأسه رأس حمار لعُظم ذنبه، ومثله الذي يسجد والإمام في الاعتدال قائمٌ فيرفع رأسه من السجدة والإمام قائمٌ فهذا أيضًا من الكبائر ولا تبطل الصلاة بذلك. وهذا الذي ورد في الحديث من انه يستحق ان يحول الله راسه لصورة حمار وعيد شديد والوعيد من علامات كون الذنب من كبائر الذنوب وعلى هذا فأن الذي فعل كبيرة من كبائر الذنوب المتوعد عليها بأن الله يحول رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار وسواء كان هذا شكا من الراوي أو تنويعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العقوبة إما أن يحول الرأس رأس حمار أو تجعل الصورة صورة حمار قال النووي في شرح مسلم لهذا الحديث: هذا كله بيان لغلظ تحريم ذلك.

وقال المباركفوري : في تحفة الأحوذي: يحتمل أن يرجع إلى أمر معنوي، فإن الحمار موصوف بالبلادة فاستعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فرض الصلاة ومتابعة الإمام وتعلم احكام الاقتداء والصلاة. واحتما حصول ذلك بمن فعل عامداً تغليظا وتحريما من رفع الرأس قبل الإمام وخفضه قبله، ولا يعني ذلك أن كل من رفع رأسه قبل إمامه سيعاقب بتلك العقوبة؛ بل إن من فعل ذلك متعمداً فقد عرض نفسه لتلك العقوبة، وقد يمهله الله فلا يعاقبه بها كما يمهل غيره من العاصين.. إما رحمة بهم لأن يستعتبوا ويتوبوا، وإما نقمة واستدراجاً نسأل الله السلامة والعافية.