الأمن من مكر الله

من كبائر معاصي القلب الأمنُ من مكر الله،[1] ويكون بالاسترسال في المعاصي مع الاتكال على رحمة الله، وهو ذنب لا ينقل عن الملة إن كان على هذا المعنى بل من الكبائر، واما عند الحنفية فالامن من مكر الله كفرٌ ناقلُ عن الملة كما ذكر أبو جعفر الطحاوي[2] و النسفي وتفسيره عندهم وهو اعتقاد أنَّ الله لا يعذب على المعاصي بعد ثبوت الايمان بالمرة كالذي يقول أنا واجب لي دخول الجنة والفوز ولا يجوز عكسه فقد كفر لأنه يكون جعل عاقبته غير ذلك مستحيلا. و عند الشافعية فالامن من مكر الله هو ان يعقد العبد قلبه على ان الله لا يعذبه بل يرحمه مع علمه انه متلوث بالذنوب الكبائر، قال الله تعالى: {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}، ونقل عن ابن مسعود انه قال: (إن أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، واليأس من روح الله).

 


[1] المكر من الخلق الخبث والخداع اما معناه في قوله تعالى () ان الله قادر على ايصال الضرربالماكرين

[2] قال الطحاوي في عقيدته [والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة] وهذه عقيدة المرجئة وهم من الكافرين يقولون: لا يضر مع الإسلام ذنب.