إسبالُ الثوب للخُيَلاء

من معاصي البدن الكبائر تَطويل الثّوب للخُيَلاءِ [1]أي الكِبْرِ ويكونُ ذلكَ بإرسالِ الإِزار [2] إلى أسفلَ منَ الكَعبينِ، فإنزالُ الإِزار إلى ما تحتَ الكَعبَين حَرامٌ من الكبائر إن كان للبطر والتكبر لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من جرَّ ثوبه خيلاء لم يَنْظر الله إليه يوم القيامة )، وحديث أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (ما أسفَلَ مِن الكَعبينِ مِن الإزارِ، ففي النَّارِ)، والخيلاء والاختيال وهو التكبّر والتَّبَخْتُر والزهو ، وكل ذلك أَشَرٌ وبَطَر ، وازدراء على الناس واحتقار لهم ، والله لا يُحبّ التكبر والبطر على الناس. وأما اذا لم يكن للفخر فهو مكروه والطريقةُ المُسْتَحسَنة شَرعًا أن يكونَ الإزارُ ونَحوُه إلى نصفِ السّاقَين لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِزْرةُ المُسلِمِ إلى نِصفِ السَّاقِ) وأما المرأة فتسدل ثوبها ذراعًا لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( منْ جَرَّ ثَوبَه خيلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّه إِلَيْهِ يَوْمَ القيامِةِ"فقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ النِّسَاءُ بِذُيُولِهنَّ، قالَ:"يُرْخينَ شِبْراً". قَالَتْ: إِذن تَنكَشفُ أَقْدامُهنَّ. قَالَ:"فيُرْخِينَهُ ذِراعاً لاَ يَزِدْنَ"). رواهُ أَبو داود، والترمذي، وأما اذا لم يكن للخيلاء فإسباله مكروه في الصلاة وغيرها ولا يحرم لحديث عبد الله بن عمر رضي اللَّه عنهما أَنّ النَّبيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُر اللَّه إِليهِ يَوْم القِيَامَةِ، فَقَالَ أَبو بكر: يارسول اللَّه إِن إِزارى يَسْتَرْخى إِلا أَنْ أَتَعَاهَدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاءَ). رواه البخاري.


 


[1] وقال النووي رحمه الله في : ((المنهاج)) (14/87) : " قال العلماء : الخيلاء - بالمَدّ - والمَخِيْلة والبطر والكبر والزهو والتَّبَخْتُر : كلُّها بمعنى واحد، وهو حرام ". ا.هـ

[2] 1الإزار هو ثوبٌ يُحيط بالنِّصف الأَسفل من البدن ، وقد لبسه رسول الله في الإحرام وغيره وربما كان يلبس الإزار وحده ليس عليه غيره يربطه بعقدة يعقد بها وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ائتَزِرُوا وتَسَرْوَلُوا " رواهُ الإمامُ أحمدُ، ومعناه أي مَرةً إلبسوا الإزار ومرة السراويل هكذا وهكذا، وهذا أمر ليس على الوجوب بل على الندب والإستحباب.