ضرب المسلم بغير حق

من معاصي اليدين التى هي من الكبائر ضربُ المسلمِ ضَرْبًا مُبَرِّحًا بِغَيْرِ حَقٍّ كَمَنْ يَضْرِبُ زَوْجَتَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تُخَالِفُهُ فِى أَمْرٍ لَيْسَ وَاجِبًا شَرْعًا عَلَيْهَا وكَالَّذِى يَضْرِبُ زَوْجَتَهُ لِأَنَّهَا لَمْ تَصْنَعِ الطَّبِيخَ جَيِّدًا أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَذْهَبْ مَعَهُ لِلنُّزْهَةِ لِأَمْكِنَةٍ خَبِيثَةٍ فِيهَا مُنْكَرَاتٌ بَلْ هَذَا الثَّانِى ذَنْبُهُ مُضَاعَفٌ لِأَنَّهُ أَرَادَ إِكْرَاهَهَا عَلَى مُحَرَّمٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، لَكِنَّهَا إِنْ طَاوَعَتْهُ بِغَيْرِ عُذْرٍ فِى فِعْلِ الْمُحَرَّمِ فَعَلَيْهَا ذَنْبٌ أَيْضًا وفي الحديث الصحيح: ( إنّ اللهَ يُعذِّبُ الذينَ يعذبونَ الناسَ في الدنيا )، واما ضرب المسلم على وجه فهو من كبائر الذنوب لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ( إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ)[1]. ويدخل في النهي إذا ضرب زوجته أو ولده أو عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه أيضا إن كان يؤدبهم.

 

 


[1] وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ أَيْ صُورَةِ الرَّجُلِ فَقَالَ كَذَبَ هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ انْتَهَى وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَأحمد من طَرِيق بن عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا لَا تَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي عَوْدِ الضَّمِيرِ عَلَى الْمَقُول لَهُ ذَلِك وَكَذَلِكَ أخرجه بن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ وَجْهِهِ وَلَمْ يَتَعَرَّضِ النَّوَوِيُّ لِحُكْمِ هَذَا النَّهْيِ وَظَاهِرُهُ التَّحْرِيمُ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ الصَّحَابِيِّ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا لَطَمَ غُلَامَهُ فَقَالَ أَو مَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحْتَرَمَةٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ