الحشر هو جمع الناس يوم القيامة بعد خروجهم من القبور وسوقهم إلى الأرض المبدلة كلهم لا يَتخلفُ منهم أحد، قال الله تعالى:( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)، والحشر على ثلاثة أحوال، قسم من الناس يحشرون كاسون راكبون طاعمون وهم الأتقياء وقسم حفاة عراة وهم الفاسقون وقسم حفاة عراة يجرون على وجوههم وهم الكفار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ثلاثةَ أصنافٍ. صِنفًا مُشاةً، وصِنفاً رُكباناً، وصِنفاً على وجوهِهم. قيل: يا رسولَ اللهِ، وكيف يمشون على وجوهِهم؟ قال: إنَّ الَّذي أمشاهم على أقدامِهم قادرٌ على أن يُمشيَهم على وجوهِهم، أما إنَّهم يتَّقون بوجوهِهم كلَّ حدَبٍ وشوْكٍ)، فبعدما ينفخ الملك إسرافيل في الصور، ويقوم الناس من قبورهم أجساداً وأرواحاً، بعدها يُساق العباد إلى أرض المحشر للفصل والقضاء بينهم، ولتجزى كل نفس بما قدمت، فيجزى كل عامل بما يستحق من الجزاء، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. والناس يكونون حشروا وجمعوافي الدنيا في أرض الشام كما جاء في الحديث: (الشام أرض المحشر والمنشر)، المنشر بعث الناس من الموت إلى الحياة مرة أخرى -إحياؤهم-، والمحشر جمعهم في ذلك المكان ويمده الله بقدرته ليتسع  فيسع الذين يحشرون، ثم ينقلون الى مكان مظلم عند الجسر كما في الحديث " أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ) أي عند الصراط. ثم تدك الأرض وتبدل الأرض ويحشر الناس على الأرض المبدلة قال الله تعالى:(يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّـهِ الواحِدِ القَهّارِ)،وهي ارض مستوية لا عوج فيها، قال صلى الله عليه وسلم:( يُحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ علَى أرْضٍ بَيْضاءَ عَفْراءَ، كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ قالَ سَهْلٌ أوْ غَيْرُهُ: ليسَ فيها مَعْلَمٌ لأحَدٍ)؛ وقد قِيل إنّ عفراء من العفر، وهو: البياض غير الناصع، وقِيل إنّه بياض يميل إلى الحمرة قليلاً، وقِيل إنّها خالصة وشديدة البياض، أمّا معنى قرصة النقيّ؛ فقد قِيل إنّها تعني أنّها في بياضها تشبه الدقيق النقيّ من الغشّ والنخالة، بينما يدلّ قوله صلّى الله عليه وسلّم: "ليس فيها معلم لأحد" على أنّها مُستوية كما قال الخطابيّ، وقال ابن عياض أنّ المقصود هو عدم احتوائها على أيّة علامة من العلامات التي يُهتدى بها في الطريق؛ من بناء أو ما شابه ذلك، والله تعالى يحشر الناس والجن والطير والدواب كلهم على هذه الأرض المبدلة ،والحشر يوم القيامة يكون على هيئات وحالات ومشاهد مختلفة منها المطمئنة الحسنة بلا خوف ولا حزن ومنها المفزعة المرعبة، بحسب ما قدم الإنسان من إيمان أو كفر، أو طاعة أو معصية، ومن تلك المشاهد حال الكفار في ذلك الموقف فإنهم سيحشرون والعياذ بالله على هيئة تختلف عن غيرهم، فهم يسحبون ويمشون في المحشر على وجوههم لكن ليس كل الحشر لوقت ثم يقمون على أرجلهم قال الله تعالى:(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ )، وذلك إهانة لهم على كفرهم بالله تعالى. ومن تلك المشاهد أيضاً ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن حال بعض المسلمين العصاة أهل الكبائر أنهم يحشرون يوم القيامة حفاة عراة بلا نعل أو خف، ومن دون ثوب أو لباس، وروى النسائي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:يبعث الناس يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلًا -أي بعضهم- فقالت عائشة: فكيف بالعورات؟ قال: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ اهـ. وهذا الحديث مخصوص ليس على عمومه فإن الأنبياء والأولياء وسائر الصالحين لا يحشرون حفاة عراة. فقد نصّ البيهقي على أن بعض الناس يُحشر عاريًا وبعضهم يحشر في أكفانه وحُمل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “يُبعث الميّتُ في ثيابه التي يموتُ فيها” رواه البيهقي، وقول معاذ بن جبل: “أحسنوا أكفان موتاكم فإن الموتى يحشرون في أكفانهم” رواه ابن  المنذر في الأوسط  وفي يوم القيامة تدنو الشمس من الخلائق، حتى تكون منهم كمقدار ميل، فلا ظل في ذلك اليوم إلا ظل عرش الرحمن، فمن مستظل بظل العرش ومن واقف بحَرِّ الشمس قد صهرته، واشتد فيها كَرْبُه، وازداد قلقه، وقد ازدحمت الأقدام، واشتد العطش، وفاض العَرَق منهم على وجه الأرض، ثم علا على أقدامهم على قدر مراتبهم ومنازلهم عند ربِّهم من السعادة والشقاء؛ فمنهم من يبلغ العرق منكبيه وحقويه، ومنهم إلى شحمة أذنيه، ومنهم من قد ألجمه العَرَق إلجامًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَعْرَق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم"؛ في ذلك الموقف العظيم ينجي الله أناسًا من المؤمنين قاموا بأعمال جليلة، ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم-في الحديث المشهور بحديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد وردت أحاديث أخرى تفيد أن هناك مَن يظلهم الله في ظله غير هؤلاء السبعة، قال صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه“. وكذلك المتحابون في الله يظلهم الله بظل العرشئ كما ورد في الحديث القدسي قال تعالى: "أين المتحابون بجلالي اليوم، أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"، وهناك صنفًا من الناس يحشرون في هيئة ذليلة مهينة، وهؤلاء هم المتكبرون، الذين كانوا يتكبرون في الدنيا عن قبول الحق والنصيحة والذين كانوا يمشون في تكبرهم وتبخترهم واستعلائهم على الناس ولا يتواضعون لله، هؤلاء المستكبرون ورد في صفة حشرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:( يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ)، وهذه الحالة المخزية تناسب ما كانوا فيه في الدنيا من تكبر وغرور بأنفسهم فإنهم لما أذلوا عباد الله أذلهم الله لعباده. وكذلك الذين يسألون الناس المال وعندهم ما يغنيهم ويكفيهم حاجاتهم بل يكذبون ويدعون الفقر والمسكنة وهم أغنياء، هؤلاء إن لم يتبوا يأتون يوم القيامة للحشر وليس في وجوهم مُزعة لحم يعرفهم الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ )، وأما أهل الإيمان والطاعة فلهم في الحشر صور مفرحة وحالة حسنة فمنهم الأتقياء الذين يحشرون راكبون طاعمون كاسون مطمئنون على نوق رحائلها من ذهب لم ترى الخلائق مثلها ، روى الإمام أحمد عن أبي ذررضي الله عنه أنه قال: إن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني:( أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَفْوَاجٍ فَوْجٍ طَاعِمِينِ كَاسِينَ رَاكِبِينَ وَفَوْجٍ يَمْشُونَ وَفَوْجٍ تَسْحَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ )، الأتقياء يحشرون طاعمون كاسون راكبون على نوقٍ رحائلها من ذهب،  روى الإمام أحمد عن النعمان بن سعد أنه قال: كنا جلوسًا عند علي رضي الله عنه فقرأ هذه الآية ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا)، وقال: لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن على نوق لم تر الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب فيركبون عليها حتى يصلوا أبواب الجنة. ومنهم أهل الوضوء الذين يحشرون غرًّاً محجلين كرامة من الله تعالى لأوليائه وأحبائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ)، والغُرةُ هي الزيادة في غسل الوجه عن موضع الوضوء والتحجيل الزيادة في غسل اليدين والرجلين عن موضع الوضوء هذه المواضع من المسلم تنور له يوم القيامة فيعرف انه من اهل هذه السنة تلك الساعة. وشهداء المعارك الذين قتلوا في سبيل الله يحشرون ودماؤهم تسيل عليهم كهيئتها يوم جرحت في الدنيا تفجر دمًا علامة على رفعتهم وتكريماً لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، يَكُونُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا ، إِذْ طُعِنَتْ ، تَفَجَّرُ دَمًا ، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَالعَرْفُ عَرْفُ المِسْكِ)، قال النووي رحمه الله تعالى " والحكمة في مجيئه يوم القيامة على هيئته أن يكون معه شاهد فضيلته وبذله نفسه في طاعة الله تعالى، والحشر يوم القيامة ليس خاصًّا بالإنس، بل سيحشر الإنس والجنّ، بل وحتى البهائم والحيوانات والطيور، وقال تعالى:(وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ). فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا وشاتان تقترنان، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ما يضحكك يا رسول الله؟! قال: "عجبت لها، والذي نفسي بيده ليقادنّ لها يوم القيامة". قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم، وحشر الجن والإنس والدواب والوحوش، فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجمحاء من القرناء تنطحُها، فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها: كوني ترابًا، فيراها الكافر فيقول: (يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)، ومن أسماء النبي صلى الله وسلم "الحاشر" قال رسول الله صلى الله وسلم:( وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي)، يعني على أثري، يحشر الناس بعد قيامه صلى الله عليه وسلم، ثم وراءه يحشر الأنبياء والأولياء يحشرون كاسون طاعمون راكبون لا يصيبهم الفزع ولا يلحقهم الخوف ولا يصيبهم أدنى عذاب ولا انزعاج ولا قلق، الله قال عن أوليائه:( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وأنبياء الله أفضل من الأولياء كلهم فلا يجوز أن يصدق ما يذكرهُ البعض من أن الأنبياء يخافون في المحشر أو يكونون عراة حاشا...!! ومن اعتقدَ ذلك فقد ضل ضلالاً بعيداً، قال الله تعالى في حق أوليائه:(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، فكيف بالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين سترهم الله في الدنيا فكيف يكشف عورتهم في الحشر !!. ويختلف الناس يوم الحشر، فمنهم من يبعث والنور يشرق من وجهه، ومن بين يديه، وعن يمينه، كما وصفهم الله بقوله : (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). ومنهم من يبعث في أرض المحشر قائلاً: لبيك اللهم لبيك، وهو الذي مات بلباس الإحرام في حج أو عمرة، ومنهم من يبعث وقد انتفخت بطنه لا يقوى على القيام في أرض المحشر! بل تراه يتخبط كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وهو آكل الربا، قال تعالى:( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وآكل أموال اليتامى ظلماً النار تندلع من جوفه في المحشر كما اخبر الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)، ومنهم من يبعث وهو يحمل على كتفه ما سرقه وغله في الدنيا! قال تعالى: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وفي يوم الحشر يأتي الانسان على ما مات عليه ويحشر مع أمثاله قال الله تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً) وقال تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ)، وهذا يشمل الطائعين والعاصين كما قال سبحانه: (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ، أي قُرن كل صاحب عمل بشكله ونظيره، فقرن بين المتحابين في الله في الجنة، وقرن بين الفجرة الكفرة بينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ ". وجاء في تفسير قوله تعالى:(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ)، أهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا، وكل كافر معه شيطانه في سلسلة، الفاجر مع الفاجر، والصالح مع الصالح، ويُلحق كل امرئ بشيعته، ومدة الحشر يوم القيامة على الكافر خمسين الف سنة بألوان من العذاب والحكمة من ذلك واضحة، وهي: تعذيبهم على كفرهم. أما المؤمنون فيكون أخف عليهم من وقت أداء الصلاة المكتوبة؛ كما جاء عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} [المعارج: 4] فقيل: ما أطول هذا اليوم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة» .

نسأل الله تعالى أن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بحبنا إياهم وإن قصرنا في العمل.