السجود ركن في الصلاة

السجود مرتين في كل ركعة ركنٌ من أركان الصلاة لا تتمّ الصلاة إلّا به، سواءً في الصلوات الخمس أو في صلاة السنة والرواتب، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا، وفي حديث الرجل الذي طلبَ من النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يُعلمه الصلاة فقال له: ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً رواه البخاري.

ومن شروط السجود أن يكون متثاقلًا بجبهته  مكشوفة بحيث لو كان يسجد على قطن لانكبسَ وظهرَ أثرهُ على يده، وتنكيس رأسه بارتفاع أسافله على أعاليه ويكون رأسه إلى أسفل ومؤخرته مرتفعة للأعلى، ولا بُدَّ من وضع بطون أصابع رجليه على الأرض ولو إصبعاً واحداً من أصابع قدميه وذلك أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ الْجَبْهَةِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَالْيَدَيْنِ، وَالرِّجْلَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ رواه مسلم. ولا بُدَّ في السجود من الطمأنينة وهي سكونُ أعضائه في السجود دفعة واحدة.

والأتمُ والأكمل في السجود أن يُكبِرَ للنزول للسجود بلا رفع يدين، ويضع ركبتيه على الأرض قبل يديه، ثم يضع يديه وجبهته وأنفه على مصلاه، ويقول سبحان ربي الأعلى وتحصل السنة في التسبيح في السجود بمرة واحدة ولكن الأفضل أن يقولها ثلاثاً لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت الآية: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال صلى الله عليه وسلم: اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ ومعنى الأعلى أي الذى هو أعلى من كل شىءٍ رِفعة ومكانةً وليس معنى ذلك علوَ المكان لأنَّ الله منزه عن الجهة والمكان لأنَّ الشأنَ ليس بعلو المكان كما يتوهم البعض، الملائكة كثير منهم في السماء أغلبهم يسكنونَ السماء والأنبياء أين كانوا ؟ كانوا يسكنون الأرض، وليس معنى هذا أنَّ الملائكة أرفعُ درجة من الأنبياء، لا، والعرش مكانهُ فوقَ السموات السبع لكن ليس معناه أن العرش المجيد أفضل من النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام الذي الآن هو في قبره في الأرض، وكذا إبليس كان في الجنة هل يعني أنَّ له مكانة عند الله ؟ لا.

فقول المصلى سبحان ربي الأعلى أي أنزهُ الله الذى أعلى من كل شىء قدراً لا مسافة ولا مكاناً، والمصلي المُنفرد الذي يصلي لوحده له أن يزيد في التسبيح فيقول: اللهمَّ لك سجدتُ وبكَ آمنتُ ولكَ أسلمتُ سَجدَ وجهي للذي خَلقهُ وصوَرهُ وشَقَّ سَمعَهُ وبَصرهُ تباركَ اللهُ أحسنُ الخَالقين، ويضع الساجد يديه بمحاذاة كتفيه وينشر أصابعه مضمومة لبعضها مكشوفة متوجهة للقبلة، ويفرق الرجل في سجوده ركبتيه ويرفع بطنه عن فخذيه ومرفقيه عن جنبيه، وتَضمُ المَرأةُ عندَ السجود يديها وبَدنها أي لا تُبعِدُ ساعديها عن جنبيها ولا تُقِل بطنها عن فخذيها في السجود بعكس الرجال لأنَّ هذا أسترُ للمرأة، ولا يقرأ من القرأن شىء في سجوده بل يكثر من التسبيح والدعاء لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قراءة القرآن حال الركوع وحال السجود، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، ومن عَجَزَ عن السجود على الجبهة لمرضٍ أو نحوه فعليه أن يُومئ برأسه قدر ما يمكنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بَأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ رواه البخاري ومسلم.