الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .

حفظ الفروج عن الفواحش مما تزكو به النفوس، وتسلم به  المجتمعات، وتصان به الأعراض، ولقد إمتدح الله عز وجل الحافظين فروجهم والحافظات، قال الله تعالى:( وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا و الله تعالى جعل حفظ الفروج من الحرام من علامات الفلاح والفوز والنجاح في الآخرة ، قال الله تعالى:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـواةِ فَـاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى  وَرَاء ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )، ومن حفظ الفروج الإبتعاد عن جريمة اللواط الفعلة القبيحة الرذيلة الممقوتة التى تأنف منها النفوس السليمة، واللواط الفاحشة الكبيرة هو إدخال الحشفة أي رأس الذكر في الدبر أي مخرج الغائط من الإنسان، ولو أدخل الذكر في دبر إمرأة غير زوجته كان لواطاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا )، وكذلك إدخال الذكر في دبر ذكر لواطاً محرماً بالإجماع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ )، قَالَهَا ثَلَاثًا - يَعْنِي قَوْمَ لُوطٍ –، وأما إسم نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام فلا دخل له بكلمة اللواط الفاحشة قال العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمات الله عليه في كتابه النافع: ) التحذير الشرعي)، في التحذير مما جاء في بعض الكتب من أن اللواط مشتق من اسم نبي الله لوط لأن هذا الكلام فاسد. ومما يبطله أنه يؤدي إلى أن العرب الذين كانوا قبل لوط بزمان بعيد، وكان منهم النبـيان هود وصالح ، ما كانوا يعرفون لفظ اللواط وما تصرف منه من الفعل الماضي والمضارع واسم الفاعل واسم المفعول، وهذا قول بأن شرعيهما خاليان عن حكم اللواط وتحريمه والتنفير منه. ويلزم من ذلك أن ءادم ما علم أولاده من اللغة العربية  ما يحتاج إلى معرفة حكمه . فلا يليق بآدم ، عليه السلام ،  أن لا يكون علم أولاده حين علمهم اللغات لفظ اللواط ، لا يليق بآدم ذلك لأن الزنا واللواط من أشد ما يحتاج إلى التحذير منه . واللغة العربية أول لغة تكلم بها ءادم عليه السلام ،  فكيف يقضي حياته قبل أن يعلمهم لفظ اللواط وما يتصرف منه . وكذلك هود وصالح كانا عربيين وهما قبل لوط بزمان ، فكيف يقال إنَّ هؤلاء الأنبياء لم يعلموا ما يحذر به من ذلك الفعل اللغة العربية لغة قديمة حتى قال بعض العلماء: "إن أول لغة تكلم بها ءادم هي العربية " . ويشهد لكلامه حديث رسول الله الذي رواه الترمذي في (سننه) بإسناد صحيح :( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ )، فبعد هذا لا يُصغى إلى ما قاله الليث :إن الناس اشتقوا من اسم نبي الله لوط فعلا لمن فعل فعل قومه " فقد نقل هذا الكلام عنه ابن منظور في (لسان العرب) والزبيدي في (شرح القاموس) .وهذا القول فيه جعل اسم لوط أصلا صدر منه لفظ هذه الفاحشة . كيف وقد عصم الله أنبياءه من أن تكون أسماؤهم قبيحة ومن أن تكون أصلا للفواحش فمن نسب إليهم اسماً شنيعاً قبيحاً فقد إنتقصهم. انتهي. وقوم لوط هم الذين اشتهروا بفعل فاحشة اللواط وكانوا من أكفر الناس وأفجرهم وأخبثهم طوية وأقبحهم سيرة، وكانوا ابتدعوا جريمة نكراء وذنبًا شنيعًا اشتهروا به، ولم يسبقهم إليه أحد من أهل الأرض وهي إتيان الذكور – أي اللواط – قال تعالى حكاية عن نبي الله لوطا لقومه: { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ فدعاهم نبي الله لوطا إلى دين الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات وتلك الأفاعيل المستقبحة، ولكنهم استمروا على كفرهم وإشراكهم وتمادوا في ضلالهم وطغيانهم وفي المجاهرة بفعل اللواط، فانزل الله تعالى بهم العذاب، يقول الله عز وجل: { فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (*) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ أرسل الله جيريل عليه السلام الذي وصفه الله تبارك وتعالى في القرءان بقوله:{ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، فأدخل جبريل ريشة واحدة من أجنحته في قراهم ومدنهم وكانت أربعة أو خمسة واقتلعهن من أصلهن وقرارهن بمن فيهن من قوم لوط الكافرين وكانوا كما قيل: أربعمائة ألف شخص، وما معهم من البهائم فرفع الجميع حتى بلغ بهنَّ عنان السماء حتى سمع الملائكة الذين في السماء الأولى أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها أي لم يردها كما كانت وانما ردها مقلوبة بمشيئة الله وقدرته، من دون تعب ولا مشقة، وأرسل عليهم صيحة من السماء وأمطر عليهم حجارة من سجيل، يقول الله تعالى:{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (*) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ }، ويقول الله تعالى في ءاية أخرى: {وأمطرنا عليها حجارةً من سجيل منضود* مسوَّمةً عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد}، أي يتبع بعضها بعضاً في نزولها عليهم من السماء قيل: أي مُعَلَّمةً مكتوباً على كل حجر إسم صاحبه الذي يهبط عليه فيدفعه ويقتله، وأما تلوط الرجل بامرأته فهو حرام لكنه ليس إلى حد اللواط بغير إمرأته فلا حدَّ في التلوط بامرأته ويعزره الحاكم إن تكرر منه، ولا يعزره للمرة الاولى، والتعزيرهوعقوبة يراها الحاكم مناسبة للفاعل كالضرب والتأنيب ونحوه، ولا يكون إدخال الذكر في دبر إمرأته موجباَ للطلاق كما شاع عند بعض الجهال بل هو محرم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا )، ومعنى "لا ينظر الله"ا أي لا يكرمه بل يُهينه الله يوم القيامة إن لم يتب من هذا الذنب، قال الفقهاء لو استمتع بما بين إليَتَيها من غير إدخال لم يحرم ، وبعض المصطلحات في عصرنا اليوم تسمي اللواط بالشذوذ أوالمثلية الجنسية، ويراد به مراعاة خاطر من يرتكبها أو تخفيف الفعلة الشنيعة، أما الاصطلاح الشرعي "اللواط" وهو فاحشة قوم لوط، كما جاء في القران: ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ)، فسماها فاحشة، أي: ذنباً متناهياً في القُبح والبشاعة والقذارة والجريمة. فلا خلاف بين المسلمين أنَّ اللواط ذنب كبيرٌ يلزم الفاعل والمفعول به التوبة منه وعدم استحسانه، ويستحق فاعله العذاب والحدَّ الشرعي إن لم يتب إلى الله تعالى.

نسأل الله السلامة من هذه الفواحش الموبقات.