من معاصي الأذن الكبائر الاستماع الى كلام قوم يكرهون سماع كلامه وذلكَ لما صحَّ من أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مَن استمعَ إلى حديثِ قومٍ وهُم لهُ كارِهونَ صُبَّ في أذنَيهِ الآنِكُ يومَ القيامةِ)، والآنكُ –بمدّ الألف وضمّ النون- الرصاص المُذاب، وهذا نوعٌ منَ التجسسِ المُحرَّمِ. وفي الحديث الوعيد الشديد لمن يستمع حديث قوم وهم لا يحبون أن يسمع حديثهم، وهو من الأخلاق السيئة التي هي من كبائر الذنوب، ولأنه لما تَسَمَّعَ بأذنه عُوِقَب فيها، وهو أنه يُلقى في أذنه الرصاص المذاب، ومثلُ ذلك استخبارُ جيرانهِ عما عندهم ليَعلمَ ما يجري في دارِ جارهِ مما يتأذّى من اطلاعهِ عليه، وكذا الذي يحقق مع الأولاد ويستجرهم ليعرف منهم اخبار أهاليهم وهو يعلم أنهم لوعلموا يكرهون ، نعم لو أخبرهُ ثقةٌ بأنهم مجتمعونَ على معصيةٍ كان لهُ الهجومُ عليهم بلا استئذان. وسواء كانوا يكرهون أن يسمع ولو كلاما ما فيه معصية يكرهون لأن بعض الناس يكره أن يسمعهُ غيره؛ ولو كان الكلام ليس فيه عيب أو محظور ولا فيه سب، ولكن لا يريد أن يسمعه أحدٌ والمراد من أجتهد في السماع لا من دخل السماع قهرا عليه كأن كان الصوت ومرتفعا فدخل السماع عليه بغير اجتهاد منه للسمع . ويحرم ايضا الإطلاع على كلام قوم مكتوب بغير رضاهم كما في أيامنا من التجسس على الهواتف وما فيها من صور وكلام لا يرضى من كانت خاصة له الإطلاع عليها وسماعها .

قال الله تعالى:(وَلَا تَجَسَّسُوا).

 

 

.