تغير منار الأرض هو الزيادة من حدود الأرض التي ترسم بعلامات إما بشجر أو أحجار أو أسلاك  من حديد ونحوه يعرف بها أطراف الأرض أو البناء واحيانا ترسم على الورق لحفظ الطول والعرض منها كما في أيامنا، وتغير منار الأرض ذنب كبير من معاصي البدن وفيه الاعتداء على ملك الغير وظلمه وكثير ما يكون في الأراضي والمباني ولا سيما عند إقتسام الميراث فيدخل البعض من أرض غيره  لأرضه زيادة لينتفع منها بزرع أو بناء ونحوه وفيه الاعتداء على ملك الغير وأخذ الاراضي  لو امتار قليلة وحيازتها بغير وجه حق وبغير طيب نفس من مالكها. وسواء كانت الأرض ملكاً لفرد او لشركاء او لروثة أو كانت صغيرة بمقدار شبر أو أصغر من ذلك أو أكبر حرام حرام ملعون من يفعل ذلك كما في حديث أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنه كانت بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ».( طوقه ) التطويق أن يُجعل له ما غصبه ظلما مِثْلَ الطوق في العنق تنكيلاً وتعذيبا ، وقيل: هو أن يُطَوَّق حَمْلَه يوم القيامة أي يُكلَّف، فيكون من طَوْق التَّكْليف. وفي الحديث التحذير الشديد من الاعتداء على الأراضي بغير حق، وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لعن الله من غير منار الارض)، أي غير حدودها ومراسيمها ليأخذ ما ليس له. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة” قال القرطبي رحمه الله: "هذا وعِيدٌ شديدٌ يفيدُ أنَّ أخْذَ شَيءٍ من الأرضِ بغيرِ حَقِّه من أكبرِ الكبائرِ على أيِّ وجْهٍ كانَ من غصْبٍ، أو سرِقَةٍ، أو خديعةٍ، قليلًا كانَ أو كثيرًا".وقال العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله: من الكبائر تَغيير حدُودِ الأَرضِ بأن يُدخِلَ من حدود جاره شيئًا في حَدّ أرضِه لحديث مسلم: «لعَن الله من غيَّر منارَ الأرض« انتهى من كتاب بغية الطالب .