ترويع المسلمين

ترويع المسلم

إخافة المسلم وترويعه وإلحاق الأذى به بفعل أو قول حرام من كبائر الذنوب، سواءٌ كان المروِّعُ جادًّا أم هازِلًا، ولو كان أخاه أو صديقَه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الملاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ". قال النوويُّ معلِّقًا على هذا الحديثِ: "فيه تأكيدُ حرمةِ المسلم، والنهيُ الشديدُ عن ترويعِه وتخويفِه والتعرضِ له بما قد يؤذيه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإن كان أخاه لأبيه وأمه" مبالغةً في إيضاحِ عُموم النهيِ في كلِّ أحدٍ، سواءٌ من يُتَّهم فيه ومن لا يُتَّهم، وسواءٌ كان هذا هزلًا ولعِبًا أم لا؛ لأنَّ ترويع المسلِمِ حرامٌ بكلِّ حالٍ". فإذا كانت الإشارةُ بالحديدةِ لأخيك المسلمِ، وإن كان لأبيك وأمك، وإن كان مازحًا؛ فإنك تتعرَّضُ لِلَعَائِنِ الملائكةِ حتَّى تنتَهِيَ، فكيف بالذي يرعب المسلمين بالتهديد بالأذى او إخافتهم بكلب أو حية  مثلاً أو بصوت مرعب كأطلاق الرصاص والمفرقعات المخيفة للصغار والكبار أو رمى نار ونحوه تجاه مسلم ليخفه أو توجيه البندقية أو مسدس ليخوفه أو  بمحاولة دفعه من مكان مرتفع ليخيفه وكالذي يرعب زوجته بتهديدها بانواع من التعذيب أو أطفاله هذا وأمثاله من المحرمات الكبائر وقد يخلف الرعب أذى ولو كان مازحاً فقد أخبرني شخص أن رفقة إتفقوا على رمي صاحبهم من مكان مرتفع الى الماء فجأة ففعلوا فأصابه خوفٌ شديد  بسببه شاب شعر رأسه وهو ابن عشرين سنة على الفور من الفزع وعلمت من آخر أن شخصاً أخيف بالمزاح خوفاً شديدا فتساقط شعر رأسه وكل بدنه وبقى كل عمره بلا شعر... نسأل الله العافية  روى الطبراني عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ نَعْلَ رَجُلٍ فَغَيَّبَهَا وَهُوَ يَمْزَحُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُرَوِّعُوا المسْلِمَ؛ فَإِنَّ رَوْعَةَ المسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ".