النميمة

النَميمة هي نقل الحديثِ الى الغير على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ. ويقال للنَّمَّام القَتَّاتُ، ونَمَّامٌ مُبَالَغَةٌ، والنميمة من الكبائر وهيَ نقلُ القولِ من شخصٍ إلى شخصٍ أو من قومٍ إلى قومٍ وهيَ منْ جملةِ معاصي اللسانِ لأنّها قولٌ يُرادُ به التفريقُ بينَ اثنينِ بما يتضمَّنُ الإفسادَ والقطيعةَ بينهما أو العداوةَ، ويُعبَّرُ عنها بعبارةٍ أخرى وهيَ نقلُ كلامِ الناسِ بعضِهم إلى بعضٍ على وجهِ الإفسادِ بينهم، يقولُ لهذا فلانٌ قالَ فيكَ كذا ويُقال لذاكَ فلانٌ قالَ فيكَ كذا حتى يتقاتلا أو يتعاديا للإفسادِ بينهما. والنميمةُ أشدُّ إثمًا من الغيبةِ. قال الله تباركَ وتعالى:( هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)، وقالَ رسول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنةَ قتَّاتٌ)، والقتَّاتُ النمّامُ. قال العلماءُ معنى قوله عليه السلام "لا يدخل الجنة قتات"، لا يدخلُ مع الأوَّلين بل يدخُلها بعدَ أن يُقاسي ما يقاسي من أهوالِ الآخرةِ هذا إن جازاهُ الله ولم يعف عنهُ. والنميمة والغيبةُ وعدمُ التنزّهِ من البولِ أكثرُ أسبابِ عذابِ القبر، والله تعالى ذم النميمة فحرم الله النميمة وإن كانت صدقا وحقا لما فيها من إفساد القلوب وإثارة البغض والعداوة.روَقَد رَوَى البُخارِيُّ فِي الأدَبِ المُفْرَدِ مِن حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أنَّها قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ) قَالُوا بَلَى، قَالَ (الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ، أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ) قَالُوا بَلَى، قَالَ (الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ الْبُرَءَاءَ الْعَنَتَ)، أَي الذِينَ يَبْغُونَ فِي حَقِّ الأَبْرِيَاءِ مِن عِبَادِ اللهِ العَنَتَ أَيِ الهَلَكَةَ والمَشَقَّةَ والفِتْنَةَ والشَّرَّ. فالنَّمَّامُ يَجْعَلُ بَيْنَ المُتَآخِينِ وَبَيْنَ المُتَحَابِّينَ والمُتَصَافِينَ عَنَتًا وَمَشَقَّةً وَيَزْرَعُ بَيْنَهُم شَرًّا وَفَسَادًا وَعُدْوَانًا، وأما قوله تعالى:( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)، فمعناهُ الشِركُ أشدُّ منَ القتلِ وليسَ معناهُ أنّ مجردَ الإفساد بينَ اثنين أشدّ من قتل المسلم ظلمًا بل الذي يعتقدُ ذلكَ يكفر والعياذُ بالله لأنهُ منَ المعلومِ من الدينِ عندَ الخاصةِ والعامةِ أنَّ قتلَ المسلمِ أكبر الذنوبِ بعدَ الكفرِ على الإطلاقِ ومَن أنكرَ هذا فهوَ مرتدٌّ لا عُذرَ له.