إتيَانُ البَهائم

من معاصي الفرج الكبيرة إتيان البهائم، والمراد هنا بالإيتان إدخال الذكر في فرج البهيمة وكلمة الإتيان هنا على معنى الوقوع والجماع للبهيمة كما استعملت في إتيان المراءة بمعنى مباشرتها كقول الله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ}. قال العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله: من المحرماتِ التي هي من الكبائر إتيان البهيمةِ ولو ملكهُ وذلك لأنه يدخلُ تحت قوله تعالى:﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. فيؤخذ من قوله تعالى: ﱡ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾، تحريم ذلك وفي الحديث الصحيح (لعنَ الله من أتى بهيمة) رواه الترمذي. وفي حُكمهِ تحريمُ سِحاقِ النساء فيما بينهنّ. والسِحَاق وهو ما يكون بين المرأة والمرأة من تدالك الفرجين، قال صاحب لسان العرب مادة سحق: السحق هو الدق الرقيق ومساحقة النساء لفظ مولد. وقال ابن قدامه في المغني (10 / 162): وإذا تدالكت امرأتان فهما زانيتان ملعونتان لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان» ولا حد عليهما لأنه لا يتضمن إيلاجاً، فأشبه المباشرة دون الفرج وعليهما التعزير لأنه زنا لا حد فيه، فأشبه مباشرة الرجل المرأة من غير جماع. اهـ.والمراد زانيتان أي ما يفضي الى الزنا كزنا العين واليد ونحوه.