القنوط من رحمة الله

من كبائر معاصي القلب اليأس والقنوط من رحمة الله وتفسيره عند الشافعية أن يسىء الظن بالله فيعتقد أن الله لا يغفر له البتة وأنه لا محالة يعذبه وذلك نظراً لكثرة ذنوبه مثلا فهو بهذا المعنى كبيرة من الكبائر لا ينقل عن الاسلام ، قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ ومعنى اسرفوا على أنفسهم جنوا عليها بالاسراف في المعاصي والغلو فيها ولا تقنطوا أي لا تيأسوا من رحمة الله ،إنَّ الله يغفر الذنوب جمعيا أي بالعفو عنها الا الشرك لا يخلص منه الا بالدخول بالاسلام بالشهادتين ، وقال تعالى:﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ . وعند الحنفية القنوط من رحمة الله هو اعتقاد أن الله لا يغفر ذنوب العصاة فهو عندهم كفرٌ ناقل عن الايمان كما صرح بذلك الطحاوي وغيره فعلى هذا عدوه كفرا[1]، قال الله تعالى: ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ )، وسبيل النجاة الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن أن يكون خائفا راجياً يخاف عقاب الله على ذنوبه ويرجو رحمة الله ، أما عند الموت فيغلب الرجاء على الخوف.


 


[1] ومعنى هذا أن الخوارج كفار لأنهم يعتقدون أن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار وفيه أيضا تكفير المعتزلة لأنهم يعتقدون أنه لا يغفر لمن مات مرتكبا للكبيرة لقولهم إنه ليس بمسلم ولا كافر.