الإخلاص في العبادة
الإخلاص في العبادة
قال الله تعالى: وما أُمروا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفاءَ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاةَ وذلكَ دينُ القيّمة، وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّ اللهَ يحبُ إذا عملَ أحدكم عملاً أن يُتقنه قيل: وما إتقانُه يا رسول الله؟ قال: يُخلِصُهُ من الرياءِ والبدعة.
إنّ الله تبارك وتعالى جعل الإخلاص شرطاً لقبول الأعمال الصالحة. والإخلاص هو العمل بالطاعة لله وحده. والمُخلصُ هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاةٍ وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها إبتغاء الثواب من الله وليس لأن يمدحه الناس ويذكروه ويثنوا عليه. فالمصلي يجب أن تكون نيتهُ خالصة لله تعالى وحده فقط فلا يُصلي ليقول عنه الناس: "فلان مصل لا يقطع الفرائض" والصائم يجب أن يكون صيامه لله تعالى وحده فقط وكذلك الأمر بالنسبة للمزكي والمتصدق وقارئ القرءان ولكل من أراد أن يعمل عمل برٍ وإحسان.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله بقوله: يا رسولَ الله الرجلُ يبتغي الأجرَ والذكرَ مَا لَه؟ قال: لا شيء له فسأله الرجل مرة ثانية الرجل يبتغي الأجر والذكر ما له؟ قال: لا شيء له حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال: إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتُغي به وجهه رواه الحاكم. أي أنّ من نوى بعمل الطاعة الأجرَ من الله والذكرَ من الناس فليس له من الثواب شيء.
قال تعالى: مَثَلُ الذين ينفقون أموالَهم في سبيلِ اللهِ كمثلِ حبةٍ أنبتَتْ سبعَ سنابلَ في كلِّ سُنبلةٍ مائةُ حبةٍ واللهُ يضاعفُ لمن يشاءُ والله واسعٌ عليم فالدرهم الذي يدفعه المسلم في سبيل الله ووجوه الخير يضاعفه الله إلى سبعمائة ضعف ويزيد الله لمن يشاء. وهذا الحكم وهو مضاعفة الأجر عام للمصلي والصائم والمزكي والمتصدق وقارئ القرءان والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وغيرهم بشرط الإخلاص لله تعالى الذي هو أساس العمل.
أما الرياء فهو العمل بالطاعة طلباً لمحمدة الناس. فمن عمِل عَمَل طاعةٍ وكانت نيتهُ أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا بل وعليه معصية كبيرة ألا وهي معصية الرياء. وقد سمّى الرسول عليه الصلاة والسلام الرياءَ الشركَ الأصغر، شبهه بالشرك الأكبر لعِظَمهِ. فالرياء ليس شركاً يخرجُ فاعله من الإسلام بل هو ذنب من أكبر الكبائر.
أخي المسلم، بادر إلى الطاعات والأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم بإخلاص في النية وثبات في العزيمة وإياك والرياء فإنه يبطل ثواب العمل ويستوجب صاحبه العذاب في النار. تزود من حياتك للمعادِ وقمّ لله وأجمع خيرَ زادِ ولا تركن إلى الدنيا طويلا فإنَّ المال يجمعُ للنفاد. اللهمَّ اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يفعلون الطاعات ابتغاء مرضاتك واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين.