الكذب على الله والرسول
الكذب هو من المعاصي التي اتفق المسلمون على تحريمها وهو الكلام الذي يخالف الواقع ويعرف الشخص أنه بخلاف الواقع، فقد قال عبد الله بن مسعود "لا يصلح الكذب في جد ولا هزل". ثم الكذب مراتب، منه ما هو من الصغائر ومنه ما هو من الكبائر كالكذب على الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم فهو من أكبر الكبائر والعياذ بالله تعالى.
الكذب على الله
يقول الله تبارك وتعالى:﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ﴾ فكل الكذب على الله كبيرة من الكبائر، وإن نسب إلى الله ما لا يليق به فقد كفَرَ بأن نسب لله ولداً أو شريكاً أو نسب لله كلاماً سفيهاً كما حصل من بعض المتهورين أمر عجيب وهو أنه قال: قال الله تعالى " إذا رأيت الأعمى فطبو، لست أكرم من ربو " والعياذ بالله من هذا الكلام المؤدي الى الكفر. فقد قال العلماء " إن من زاد على القرءان حرفاً ليس منه عمداً كفر"، فكيف بهذا الذي نسب هذا الكلام السفيه إلى ربه وجعله قرءاناً؟! فالله تبارك وتعالى لا يأمر بضرب الأعمى وإهانته، بل الله تعالى يأمر بالإحسان إلى الناس ومساعدة المنكوب منهم. وأما من لم يؤد به كذبه على الله إلى الكفر بأن قال مثلاً: خلق الله كذا وكذا فيما مضى لشيء لم يحصل هذا ذنبه ذنب الكذب ليس فيه كفر.
الكذب على رسول الله
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً من الذنوب الكبيرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد" رواه البخاري. هذا الحديث معناه أنَّ الذنب أشد ما يكون في الكذب على مخلوقاته هو في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال الإمام أبو محمد الجويني "من كذب على رسول الله كفر" لكن الصواب التفصيل وهو أن نقول من كان كذبه على الرسول عليه الصلاة والسلام يؤدي به إلى تكذيب الدين والشريعة أو إلى تنقيصه فهو كفر كمن يفتري ويقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم في المعراج لَما كان في الملأ الأعلى تكلم الله معه بصوت أبي بكر ليأنس بذلك فهذا تشبيه لله بخلقه وتكذيب لقوله تعالى ﴿ليس كمثله شيء﴾ وكذلك من يقول إن الله دنا من النبي ليلة المعراج بالحيز والمكان كدنو الحاجب من الحاجب كل هذا كذب على الله وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم يؤدي بقائله إلى الخروج من الملة. ثم إنه أي الكذب على الرسول حرام سواء افترى بنية تأييد شريعته أو بنية تعظيمه كهؤلاء الذين يضعون أحاديث لتنشيط الناس للجهاد والصدقة ونحو ذلك حتى أنه وُضِع أكثر من مائة حديث لتنشيط الناس على قراءة القرءان. فليعلم هؤلاء أنهم ملعونون مستحقون للعذاب الشديد في الآخرة. فقد قال عليه الصلاة والسلام "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري. كما وصل الأمر ببعضهم أنه افترى على الرسول أحاديث بقصد تنشيط الناس لصلاة السنة فأدى به ذلك إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض الناس أن الذي لا يصلي السنة يلاقي الرسول يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم، أي من شدة الخجل والعياذ بالله. هذا ضد الشريعة لأن هذا معناه أنه يعذب والرسول صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي سأله عما افترض الله عليه في شرعه وقال له "والذي أكرمك بالنبوة لا أزيد على هذا ولا أنقص" أي حلف أنه لا يصلي السنّة ألبته ولا يصوم سنّة ولا يزكي سنّة بالمرة: "دخل الجنة إن صدق" وفي رواية "أفلح الرجل إن صدق". فكيف يقال إنه يلاقي الرسول عليه الصلاة والسلام وليس على وجهه قطعة لحم؟! وكذلك قول بعض الناس إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يصل سنتي لم تنله شفاعتي" أو "من لم يصل سنتي فليس من أمتي" كل هذا ضد شرع الله مع أنه افتري ووضع بقصد تأييد الشرع وتنشيط الناس للعبادة.
دين الله كامل مكمل خال من النقص
فالحذر الحذر من الوقوع في التحريف والزيغ، ولا ترووا كل حديث تسمعونه من الناس فلا بد أن يكون مما تسمعون ما هو صحيح وما هو كذب وقال عليه الصلاة والسلام: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع “رواه أبو داود. ولا يحملكم هواكم على افتراء أحاديث بقصد تنشيط الناس للطاعة، فدين الله كامل مكمل خال من النقص لا يحتاج لمن يزيد فيه بنية تأييده وتعظيمه. نسأل الله أن يوفقنا في الرد على الكاذبين على الله تبارك وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم وحمي شريعته. وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.