التطفيف في الكيل والوزن والذرع
التطفيفُ في الكيلِ والوزنِ والذرعِ من معاصي اليدين الكبائرِ قال الله تعالى:{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقد فَسِّرَتْ الآيةُ أن المطففين هم الذين إذا اكتالوا على الناس أي منَ الناس يستوفونَ حقوقهم منهم أي يأخذونها كاملةً، وإذا كالوهم أو وزنوهم أي من أموالهم للغيرِ يُخسِرون أي يُنقِصون. وفي حكمِ ذلك التطفيفُ في الذرعِ والكيل ونحوه ومن صور التطفيف المحرم في الوزن كأن يرفع البضاعة عن الميزان قبل استيفاء الوزن عند البيع لغيره أو أن يترك ما في الميزان ليزيد ويثقل له عند الشراء، وكذا مثاله في الذراع كبيع القماش ونحوه فيرخي البائع يده عند البيع بحيث ينقص القماش عن الذراع ويشدها عند الشراء ليزيد في ما اشتراه ومثله فيما يُكال بالمكيال. وقد أمر الله تعالى عباده في العديد من الآيات بالوزن بالقسط والعدل، ونهاهم عن التطفيف في الكيل فقال سبحانه في السورة الإسراء:{ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )، والتطفيف فاحشة كبيرة فيها أكل لأموال الناس بالباطل والاعتداء على حقوق الناس، وقد توعد الله المطففين بعقوبات في الآخرة عظيمة ذكرها الله تعالى في أول سورة المطففين وهي قوله: {ويل للمطففين} والويل هو العذاب الأليم وقيل وقد ورد أنَّ الويلَ وادٍ في جهنمَ عمقُهُ مسافةُ أربعينَ خريفًا وهو للكفار . عياذاً بالله من هذا العذاب الشديد الأليم.