اتجاه القبلة في أميركا الشمالية
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله وبعدُ فإنَّ المُسلمين في أميركا الشَّماليَّة كانوا يتَّجهون إلى جهة الجنوب الشَّرقيِّ في صلواتهم وهُو الاتجاه الصَّحيح المُوافق للقواعد الشَّرعيَّة؛ وكانت كُلُّ المُصليَّات والمساجد في كندا والولايات المُتَّحدة مِن غير استثناء تتوجَّه محاريبها إلى الجنوب الشَّرقيِّ بناء على فتاوى عُلماء بلاد الإسلام. ويشهد على ما ذكرناه آنفًا مقابر المُسلمين القديمة؛ كمقبرة (سكرامنتو) كليفورنيا القديمة الَّتي يرجع دفن مَوْتى المُسلمين فيها إلى ما قبل عام 1937ر ومقبرة (تورو) في مُقاطعة نوفاسكوتيَا الكنديَّة الَّتي يرجع دفنهم فيها إلى ما قبل خمسين سنة؛ كُلُّها كانت إلى جهة القِبلة الصَّحيحة.
واستمرَّ الوضع على ذلك حتَّى قام بعض المُعاصرين مُنذ نحو خمسين عامًا وبالتَّحديد بَين سنتَي 1973ر و1974ر بنشر كتاب يذكُر فيه أنَّ جهة القِبلة هي الشَّمال الشَّرقيُّ في كُلٍّ مِن الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة وكندَا؛ وحمل النَّاس على هذا القَوْل الباطل فأفسد عليهم والعياذ بالله. وقد تمسَّك المُتصولحة الجَهَلَة بهذا القول الباطل حتَّى غلا أحدهم غُلُوًّا حين عَلِمَ أخيرًا أنَّ الشَّمس تُشرق مِن الشَّرق الشَّماليِّ يوم تعامُد الشَّمس فوق الكعبة: « إنَّه قد ثبت عندَه (بالعَين المُجرَّدة) أنَّها اتِّجاه الكعبة »! وقوله مِن أجهل الجهل فإنَّه لم يرَ الكعبة المُشرَّفة ليدَّعي ذلك، ولكنَّه الغُلُوُّ. ونحن في هذه السِّلسلة مِن المقالات المُباركة بإذن الله؛ نردُّ ما افترَاه الجَهَلَة أهل الفتنة في دين الله؛ بالدَّليل والحُجَّة والبُرهان لأنَّ عُلماء المُسلمين مُجمعون على أنَّ قِبلة أهل الشَّمال إلى الجنوب ولهذا فإنَّ القول الصَّحيح هُو أنَّ قِبلة المُسلمين في أميركا الشَّماليَّة هي إلى الجنوب الشَّرقيِّ.