أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ

قال الله تعالى :( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)،

( أن تقول نفس) يعني: لئلا تقول نفس، كقوله: " وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم " [1]أي: لئلا تميد بكم. على ما فرطت في جنب الله " في طاعة الله. وقيل في ذكر الله عز وجل. وقيل: في ثواب الله. والتفريط هو: تضييع الشيء بغير حساب، روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما جلس رجل مجلسا، ولا مشى ممشى، ولا اضطجع مضطجعا لم يذكر الله - عز وجل - فيه إلا كان عليه تره يوم القيامة )، أي: حسرة، (وإن كنت لمن الساخرين)، أي وما كنت إلا من المستهزئين بالقرآن وبالرسول في الدنيا و بأولياء الله تعالى. قال قتادة: لم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى سخر من أهلها. ومحل " إن كنت " النصب على الحال، كأنه قال: فرطت وأنا ساخر، أي: فرطت في حال سخريتي. وقيل: وما كنت إلا في سخرية ولعب وباطل، والاستزاء بالله وبالنبي والملائكة واحكام الشرعية كفر مخرج عن الملة كالذي يقول كلاما سفيها في حق الله تعالى وكالذي يسب نبياً من انبياء الله أو ينسب لاي نبي من انبياء الله الفواحش او كالذي يسب عزرائيل أو نحوه، وكذلك الاستهزاء بالصلاة والحج ونحوه، كل ذلك من السخرية التى تؤدي الى سخط الله والكفر قال رسول الل صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى فيها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) اي يقع بالكفر ويموت عليه يهوي في جهنم الى مأوى الكافرين في النار عياذاً بالله من الكفر ، ويجب التحذير من قول بعض أدعياء التصوف عن الله عز وجل (حضرة الحق و حضرة الله وجناب الحق وجناب الله) فقد منع منها العلماء كما ذكر ذلك شهاب الدين الرملي صاحب حاشية كتاب أسنى المطالب شرح روض الطالب للشيخ زكريا الأنصاري، قال أهل اللغة الجناب بالفتح الفناء وما قرب من محلة القوم وقالوا حضرة الرجل قربه وفناؤه. وفِناء الدار ما امتد من جوانبها وجمعها أفنية، فظهر لك علة المنع من قول (جناب الله أو حضرة الله) لأن الحضرة والجناب من صفات الأجسام.) ولا يقال حضرة الرسول أو جناب الرسول هذه ليس تعظيم لله ولا للنبي إذا أردت أن تعظم الرسول فقل سيدنا محمد. فينبغى حفظ اللسان عن كل كلام فيه مخالفة لشرع الله تعالى قبل الندامة يوم القيامة.

 

 


[1] (النحل - 15)