التبختر في المشي

من معاصي الرجل التى هي من الكبائرِ التبخترُ[1] في المشيِ أي مشية الكِبْرِ والخُيَلاءِ، قال الله تعالى: ( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)،[2] أي لا تمشِ في الأرضِ مختال معجب في نفسك ، فخوراً على غيرك متعالى على من دونك، قال صلى الله عليه وسلم:( مَنْ تعظَّمَ[3] في نفسهِ أو اختالَ في مِشيتهِ لقيَ الله وهوَ عليهِ غضبان)، رواه البيهقي. ومن عادةِ المتكبرينَ لما يمشونَ أنهم يرفعونَ رؤوسهم ويمدونَ أيديهم وينظرونَ إلى ثيابهم معجبينَ بأنفسهم. وقد أخبرَ الرسول صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ ممن كانَ قبلَ هذه الأمة من بني إسرائيل أنهُ كانَ يمشي متبخترًا ينظر في جانبَيهِ أعجبهُ ثوبهُ وحُسنُ شعرهِ فبينما هوَ يمشي متبخترًا أمرَ الله تبارك وتعالى به الأرضَ فبلعتهُ فهو يتجلجلُ فيها إلى يوم القيامةِ(اي يسقط فيها من اسفل الى اسفل) وهذه الحادثةُ أرادَ الله تعالى أن يجعلها عبرةً للناس. وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا ينظرُ [4]الله إلى مَنْ جرَّ ثوبهُ خُيلاء)،أي لا يُكرمهُ بل يُهينهُ يومَ القيامةِ. وأما التبخترُ في المشيِ لإرهابِ العدوّ في الجهادِ حتى يقولَ الكفارُ هؤلاء نُشطاءُ أقوياء فجائزٌ.

 

 


[1]  المتبختر في مشيه وهي مشية المتكبر المعجب بنفسه ورجل بختير وبختري صاحب تبختر. قاله في لسان العرب

[2] [لقمان: ١٨]

[3] [التعظمُ في النفسِ هو الكبر]

[4] تنبيه. إذا وردَ في الحديثِ لا ينظرُ الله إلى مَنْ صفته كذا وكذا معناهُ لا يُكرمه بل يكونُ مُهانًا وليسَ المرادُ النظرَ بالبصرِ أي الجارحةِ لأنّ الرؤيةَ بالجارحةِ من صفاتِ الخلق. الله يرى برؤيةٍ أزليةٍ أبديةٍ، يرى ذاته وصفاتهُ والحادثاتِ برؤيةٍ أزليةٍ لا برؤيةٍ تحدُثُ لهُ عندَ وجودِ الحادثِ.